باتت بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا-1 هي أحدث ضحايا الأزمة المالية التي اجتاحت العالم مؤخرا ، حيث أعلنت شركة هوندا اليابانية للسيارات اليوم الجمعة انسحابها من سباقات فورمولا-1 ، بعدما تراجعت أرباح الشركة بشكل كبير.
وأكد تاكيو فوكوي رئيس شركة هوندا ، أن شركته التي تعد ثاني أكبر شركة لصناعة السيارات في اليابان ستنسحب من فورمولا-1 بنهاية العام الجاري ، بعدما انهارت مبيعات الشركة نتيجة للأزمة المالية العالمية ، حيث يسود شعور بالقلق ومن المتوقع أن تستغرق عملية الانتعاش الاقتصادي بعض الوقت.
وكانت هوندا قد قللت في وقت سابق هذا العام من توقعاتها بالنسبة للأرباح وخفضت حجم الإنتاج خلال السنة المالية التي تنتهي في آذار/مارس 2009 .
وأكد فوكوي خلال مؤتمر صحفي في طوكيو "إنه وضع صعب للغاية".
وذكرت الحكومة اليابانية أنها تأسف لقرار هوندا ، ولكنها تأمل أن تعود الشركة إلى عالم سباقات السيارات بعد التغلب على الصعوبات التي تواجهها.
وقال وزير المالية شيوشي ناكاجاوا "كمشجعين لفورمولا-1 فإن الأمر محزن للغاية" ، ولكنه أوضح أنه" يحترم قرار إدارة هوندا".
وأكد تاشيرو نيكاي وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة أن قرار هوندا الأخير ، كان بمثابة دليل إضافي على أن صناعة السيارات تواجه أوضاع تجارية صعبة.
وكان مسئولو هوندا قد أبلغوا الفريق ، ومقره في براكلي ببريطانيا ، بأنها ستنسحب من الرياضة المكلفة في حالة عدم العثور على جهة راعية جديدة ، وذلك حسب ما ذكره الإعلام البريطاني.
بينما ذكرت وسائل الإعلام اليابانية أن المساهمين في هوندا هم الذين طالبوا باتخاذ هذه الخطوة.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أن الفريق كان قد حدد لنفسه مهلة حتى نهاية الشهر الجاري للعثور على مشتر ، ولكنه أخبر العاملين فيه أنهم سيفقدون وظائفهم قبل ذلك الموعد.
وقالت شركة هوندا إنها لن تستمر فى تزويد الفريق بالمحركات ليعاني السائقان ينسون بوتون وروبنز باريكيللو من أزمة حقيقية.
لكن نيك فراي المدير الإداري للفريق أبدى تفاؤله وأمله في أن يجرى إنقاذ الفريق بإيجاد جهة راعية جديدة ، وصرح لشبكة "سكاي" التليفزيونية بأن ثلاث جهات ترغب في الاستحواذ على الفريق.
وقال فاري "سيكون ذلك شيئا صعبا لكن هناك ما يدعو للتمسك بالأمل ".
وكانت شركة هوندا قد عادت لسباقات فورمولا-1 عام 2006 بفريق متوسط المستوى ، وذلك بعدما قامت برعاية فريق في السباقات بين عامي 1964 و1968 وساهمت بمحركاتها بين عامي 1983 و1992 وكذلك بين عامي 2000 و2005 .
وتردد أن هوندا أنفقت على الفريق نحو 400 مليون يورو (507 مليون دولار) في الأعوام القليلة الماضية.
وبرحيل هوندا ، أصبح تويوتا هو الفريق الياباني الوحيد في سباقات سيارات فورمولا-1 وترعاه شركة تويوتا اليابانية لتصنيع السيارات.
ومثلما هو الوضع في هوندا ، تعاني شركة تويوتا الرائدة في إنتاج السيارات باليابان من تراجع مبيعاتها.
وشكلت تلك الأخبار صدمة للمعنيين بالرياضة وقال نوربرت هوج مدير فريق مرسيدس إن هذا الانسحاب شيء "محزن للغاية".
ولكن ذلك يؤكد صحة مطالبة ماكس موسلي رئيس الاتحاد الدولي لسباقات السيارات "فيا" وبيرني إكليستون رئيس الرابطة المنظمة لبطولة العالم لفورمولا-1 بتقليص تكاليف السباقات.
ونقلت بي.بي.سي عن موسلي قوله إن سباقات فورمولا-1 "ستواجه خطرا كبيرا" إن لم تتقلص التكاليف ، وأوضح أن انسحاب هوندا يعد شيئا مؤلما لكنه لم يكن بمثابة مفاجأة "وإنما بمثابة إنذار شديد اللهجة" للفرق الأخرى.
وقال موسلي "لو لم نخفض التكاليف سنفقد فريقا تلو الآخر ولن يكون لدينا أي فرق في النهاية.
وقال إكليستون "فورمولا-1 لا تعاني من أزمة أكبر من التي يعاني منها أي كيان آخر في العالم في الوقت الحالي ولكن العالم لن يتوقف بالتأكيد".
وأعلن فيا اليوم الجمعة أنه يتفاوض مع شركة "كوسوورث" بشأن تصميم محرك قياسي لسيارات فورمولا-1 بتكلفة حوالي خمسة ملايين يورو بدلا من 20 مليون يورو ، وهو المبلغ الذي ينفقه الفريق حاليا على المحركات.
وقال موسلي في خطاب إن المحرك القياسي سيساعد على "تمكين الفرق المستقلة من الاستمرار في ظل هذا المناخ الاقتصادي الصعب.. وكذلك على استقرار فورمولا-1 .. وتجنب أي تغيير في كيان فورمولا-1 والحفاظ على المستويات الحالية للتكنولوجيا".
